مراجعة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء "ورقة عمان "مساهمة عربية في اطار جهود المراجعة
بقلم البروفيسور نايجل رودلي

.إعتمدت اﻟﻘﻮاعد اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺠﻨﺎء في ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷول ﻟﻤﻨﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ في ﻋﺎم 1955 ، وأﻗﺮها المجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدة في عام 1957

في مؤتمرات الأمم المتحدة لمنع الجريمة ( التي تعقد كل خمس سنوات) أدوات اكثر تاثيراً في  لقاءات منع الجريمة وحقوق الإنسان، ولكن القليل منها لاقى تجاوباً وصدى مثلما لاقته اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺠﻨﺎء. كما تم إعتماد القواعد التي أصبحت معروفة لدى كافة إدارات السجون في العالم. وتم إعتماد الإجراءات الموصى بها لتنفيذ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺠﻨﺎء.
 
كما تم إستخدام القواعد النموذجية كمرجع من قبل محاكم حقوق الإنسان الإقليمية وغيرها من مؤسسات حقوق الانسان العالمية لا سيما لتقدير مدى مطابقتها مع المعايير الدولية لمنع التعذيب وغيرها من اشكال المعاملة والعقوبات القاسية واللاإنسانية والمهينة مع إلتزامهم بمعاملة الاشخاص المسلوبة حرياتهم بما يضمن إحترام إنسانيتهم وكرامتهم.
بناء على ذلك ليس من المستغرب خلال ال 58 سنة التي مضت على إعتمادها ، أن أصبحت بعض جوانب القواعد قديمة . ليس فقط المعتقدات العقابية قد تطورت ولكن القوانين الدولية لحقوق الاإنسان والمعايير قد تطورت بمعدلات كبيرة خاصة في معاملة السجناء.
 
فما هي عناصر القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي بحاجة الى تحديث؟
 
يجب التأكيد على المبادىء الواردة في القواعد ، مثل إحترام كرامة الإنسان وهدف إعادة التأهيل.  مفاهيم كالحاجة و التناسب أصبحت الآن المعيار الرئيس لتقييم إجراءات التقييد، وبالتالي فإنه من الضروري تدعيم النقطة التي اتخذت في آخر تعديل : القاعدة 95 ،التي إعتمدت عام 1977 ، تنص على أن جميع الأشخاص المحرومين حرياتهم خارج أماكن الإحتجاز كعقوبة بعد الإدانة يجب أن يستفيد من الحمايات العامة التي توفرها له القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.
 
أصبح من المعروف أن العزل لفترات طويلة والحرمان من الإتصال لا يساهم فقط في تسهيل التعذيب والمعاملة السيئة ، ولكن قد يرقى إلى المعاملة السيئة. وبنفس القياس الحبس الإنفرادي  لمدة طويلة خاصة عند إستخدامه كعقاب.
أجهزة الصعق الكهربائي التي صممت للتحكم بسلوك الحيوانات قد تم تطويرها وأصبحت تستخدم للتحكم بالمساجين . بعض هذه الأجهزة يجب الإحتفاظ فيها للحالات القسوى لحماية الحياة والأجسام. بلا شك ذات المبادىء أصبحت لا تقبل من الإستخدامات لغايات الإكراه المؤلمة أو التي قد تهدد الحياة .
من المؤكد أن سوء المعاملة  عادة ماتحدث في أماكن إحتجاز الحرية لذلك فمن الضروري أن تتضمن اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺠﻨﺎء  تدابير تهدف إلى منع التعذيب والتحقق من الإنتهاكات الخطيرة المحتملة في حالة حدوث الإصابات البدنية  أو الوفاة.
 
هذه بعض المواضيع التي تم مناقشتها كجزء من عملية التحديث . بصفتي عضو مركز حقوق الإنسان في جامعة إسكس، لقد أسعدني وجود تعاون بين المركز والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي في تطوير "وئيقة اسكس" التي جاءت كنتيجة للإجتماع الدولي الذي إنعقد  بين الطرفين والذي كان غالباً محور النقاشات الرسمية. وبصفتي عضو مؤسس للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي ، فقد اعجبت بالدور القيادي التي لعبتة المنظمة في التنسيق لمشاركة المجتمع المدني في العملية.
إجتماع عمان كان مبادرة قيمة ، جمعت خبراء من كافة دول منطقة الشرق الأوسط للتباحث بعدد من المواضيع المطروحة للنقاش.
 
آمل بان تساهم " ورقة عمان" التي تعكس مخرجات الاجتماع في زيادة الوعي ضمن المنطقة وتحفز الى مشاركة أكبر من حكومات المنطقة في عملية المراجعة.